تولى أمر المسلمين بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان من السابقين الأولين في الدخول للإسلام عندما دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ترك عمر بن الخطاب دولة مترامية الأطراف بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، فقد كانت دولة الإسلام شاسعة الأطراف، وصلبة البنيان، أسست على التقوى وقوة الإيمان، فقد كان عثمان لين العريكة، شديد الحياء، سمحًا وسهلاً كريمًا، يأكل الطيبات، ويوسع على أهله، وعلى المسلمين حوله، ويصل أقاربه ويراهم أولى وأحق أن يشاركون في الحكم وإدارة دفة الدولة والتي زادت في عهده، كما وسع على المسلمين في الأرزاق، وسع عليهم في حياتهم الاجتماعية وأعطاهم كامل الحرية في السفر والاختلاط، فإندس بينهم من لم يهذبه الدين، ولم ترده قوة الإيمان، ومن لا يريد الخير للمسلمين، ومن دأبه إشعال نار الفتنة، والسعي بالفساد في الأمة، فانقلبت المعايير واختلت في آخر عهده الموازين، وكان من شدة ورعه لا يؤاخذ الناس بالظنة، ولا يرضى أن يراق دم بسببه، ولو أعلن المفسدون أنهم مصممون على عزله أو قتله وحاصروه في داره شهرًا، ومنعوا عنه الطعام والشراب، إلا ما كان يأتيه خلسة وفي النهاية اقتحموا عليه الدار وقتلوه، قتلهم الله..
من مناقبه وفضائله:
1ـ أقام عثمان بن عفان بجهيز جيش العسرة فقد جهز عثمان رضي الله عنه ثلث الجيش من ماله الخاص، فقد جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وبخمسين فرسًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جهز جيش العسرة فله الجنة"..
2ـ وقام عثمان بشراء بئر رومة من يهودي بعشرين لف درهم وتصدق بها على المسلمين يشربون من مائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من اشترى بئر رومة فله الجنة".
فهذا هوعثمان بن عفان رضي الله عنه التقي الزاهد، الذي باع دنياه بآخرته، وكان يقول: "لو أني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير..
شدة حيائه رضي الله عنه: كان عثمان رضي الله عنه شديد الحياء حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عائشة ألا أستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه"..
جمعه للقرآن الكريم: من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على قراءة واحدة، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل على رسل الله صلى الله عليه وسلم في آخر سني حياته، ولما رأى من اختلاف الناس وتخطيئ أحدهما للآخر وتفضيل قراءته غيره..
استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
لم تفلح محاولات الثور والذين ألبهم اليهودي عبد الله بن سبأ عليه اللعنة في الخلاص من عثمان، ولما رأى السبئيون ذلك لفقوا كتابًا بهتانًا على عثمان رضي الله عنه يوصي والي مصر بالتخلص منهم عندما يعودوا إليها، ورجعوا إلى المدينة وحاصروا الخليفة وقتلوه في 18 ذي الحجة سنة 35هـ ..