nada
المساهمات : 155 تاريخ التسجيل : 07/05/2008 العمر : 43
| موضوع: (مريم: 76). الإثنين مايو 19, 2008 3:51 pm | |
| تفسير
قال تعالى «ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا» (مريم: 76). قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «لما ذكر انه يمد للظالمين في ضلالهم، ذكر انه يزيد المهتدين هداية من فضله عليهم ورحمته، والهدى يشمل العلم النافع والعمل الصالح، زاده الله منه، وسهله عليه، ويسره له، ووهب له اموراً اخر لا تدخل تحت كسبه، وفي هذا دليل على زيادة الايمان ونقصه، كما قاله السلف الصالح. ويدل عليه قوله تعالى «ليزداد الذين آمنوا ايمانا»، «واذا تُليت عليهم آياته زادتهم ايمانا»، ويدل عليه ايضا الواقع، فإن الايمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الامور اعظم تفاوت. ثم قال «والباقيات الصالحات، اي: الاعمال الباقية التي لا تنقطع اذا انقطع غيرها، ولا تضمحل هي الصالحات منها، من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وعمرة، وقراءة، وتسبيح، وتكبير، وتحميد، وتهليل، واحسان الى المخلوقين، واعمال قلبية وبدنية، فهذه الاعمال «خير عند ربك ثوابا وخير مرداً»، اي: خير عند الله ثوابها واجرها، وكثير للعاملين نفعها وردها، وهذا من باب استعمال افعل التفضيل في غير بابه، فإنه ما تم غير الباقيات الصالحات عمل ينفع ولا يبقي لصاحبه ثوابه ولا ينجع، ومناسبته ذكر الباقيات الصالحات، والله اعلم: انه لما ذكر ان الظالمين جعلوا احوال الدنيا من المال والولد وحسن المقام ونحو ذلك علامة لحسن حال صاحبها، اخبر هنا ان الأمر ليس كما زعموا، بل العمل الذي هو عنوان السعادة ومنشور الفلاح، هو العمل بما يحبه الله ويرضاه». تيسير الكريم الرحمن ص 576
| |
|